أبريل 05, 2016
مقالات تربوية
سيكولوجية الأستاذ الخائف : ذ.محمد بن زدي
شخصية قوية معتدلة ومتزنة
شخصية تميل الى الطغيان وكره الاخرين
شخصية مهزومة تحب العبودية وتتلذذ بالانهزام
وخلال هذا المقال سنتحدث عن الصنف الثالث وكيف يتصرف داخل المنظومة التعليمية وتأثيره على الجيل الصاعد واندماجه داخل مشروع الأمة.
ويمكننا تصنيف بعض الاساتذة (اقول فئة) ومدراء التعليم المغربي ضمن النوع الثالث بحيث :
يتميز بشخصية متصدعة آيلة إلى السقوط والانهيار في أي لحظة.. لذا يحاول أن يجد متكأ يتكئ عليه ليسنده من هذا الوقوع والانزلاق.. فلا يجدها في داخله فيبحث له عن مصادر قوة من الخارج ليقوي بها هشاشة ذاته.. فيلجأ للتعلق بالغير.
ولا يخفى على احد وجود استاذ'ة' يتعلق بالمدير او بالمفتش,ومدير'ة' يتعلق بمفتش اوبموظف في النيابة او الاكاديمية...
وهذا التعلق بالغير النابع من الدونية، يولد الرغبة في الخضوع والخنوع له، كحاجة ومتطلب نفسي أساسي وضروري ليهرب من العجز النابع من ضعف الذات، إلى القوة النابعة من الالتصاق بالأخر(كما يتصورها ) من خلال التبعية أو الاندماج.. وبذلك يخرج من إطار الإرادة، إلى إطار الذلة والخنوع والهوان. يقول عالم النفس فروم (إن الشخص الخائف المذعور يبحث عن شخص ما أو شيء ما يربط به ذاته.. لأنه لم يعد يطيق أن يكون شخصاً ذو ذات فردية مستقلة فيحاول وهو في حالة هياج شديد أن يتخلص منها وان يشعر بالأمان من جديد من هذا العبء الذات).
فهؤلاء كلهم يسيطر عليهم الخوف الداخلي سواء تجاه القضايا التربوية التي تعيشها المنظومة او تجاه بعض المشاكل او الصراعات التي تقع من حين لاخر بين هيئة التدريس والادارة .فتجدهم يحاولون الظهور كفئة محايدة امام كل مشكل تربوي وينتظرون ما سيلحق بزميلهم في العمل من عقوبات او قرارات تأديبية.
ان هذه الفئة التي تخاف حتى من قراءة مقالات تربوية نقدية وترتعش اصابعها من وضع اعجاب لمنشور يبين واقع التعليم العمومي اويكشف سلبيات الاصلاح او القرارات الادارية، لا يمكن أن يعول عليها لا من قريب ولا من بعيد للنهوض بالمدرسة العمومية ولا للدفاع عن قضايا هيئة التدريس. وهي في كلا الأمرين تضيع من ذاته استقلالها ووحدتها، مما يقودها إلى مزيد من الضعف والعجز والهوان.ويقول فروم في هذا السياق (إن الخانع يبحث عن التكامل.. أي اشتراك فردين مختلفين في معيشة واحدة لفائدة كل منهما مع ذات أخرى..وهذا يتضح من خلال ما تنشره هذه الفئة على صفحات التواصل الاجتماعي وكذا الاعجاب بمنشورات انثوية تمكنهم من تحويل معنى كلمة j'aime الى احب بالمفهوم الذكوري.
ولتحقيق خنوعهم وخوفهم يلجؤون الى سيكولوجية الحشد ويبحث عن الجمهور الذي سيشاركه هذا الخوف.ويشعر بذلك ان الخوف حق مشروع لديه لان الاخرين يشاطرونه الخوف والعجز والاحساس باللا جدوى واللاقيمة.
ويرى أرسطو(أن هناك أناسا مهيئين لأن يكونوا عبيدا ذلك لأن التفرقة بين الأدنى والأعلى موجودة في الطبيعة وفي جميع الأشياء بين النفس والبدن)
انهم حاضرون داخل اقسامهم ولكن غاب عنهم الاداء الجيد لانهم لايجيدون إلا تقليد البرامج وتلقين المقررات وتحضير الوثائق.
فالمتعلم لا يحتاج فقط الى مناهج هادفة ووسائل تعليمة محفزة وإنما يحتاج كذلك الى استاذ'ة' يملك شخصية قوية ومتزنة لا يرتعش عند زيارة اي مفتش ولا يتذلل لمدير ولا يتضعضع لسكان مقر عمله.هذا النوع هو الذي سيستمد منه المتعلم القوة والثقة بالنفس.
وبالتالي على هذه الفئة أن يبدلوا خوفهم أمنا وأن يدركوا بأن الفرد عندما يذهب ليتحد مع زملائه فانه يبحث بهذا عن جو يحقق له ذاته عبر هذا الحشد بمزيد من الأمن والأمان.. وعلى اصحاب الشخصية القوية أن يعطوا الجرعة الكافية لهؤلاء لكي يبددوا خوفهم ويغرسوا الأمن فيهم لكي يشعروا أنهم بهذه الوحدة أكثر شجاعة وجرأة من ذي قبل.
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ” متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا”.. وهؤلاء رضوا بالذل حينما انحرفت عبوديتهم من العبودية ل الله إلى العبودية للرئيس.
تحية خالصة لكل الاساتذة الذين درسونا ورحم الله من ذهب منهم الى دار البقاء.فلازلنا نتذكر قوة شخصيتهم وتفانيهم في العمل.
ذ.محمد بن زدي
ليست هناك تعليقات: