مارس 14, 2019
مقالات تربوية
رسالة إلى إخواني غير المضربين...الطالبي أحمد
الأستاذ: الطالبي أحمد
تحية ملؤها الحب و التقدير ....
ترددت كثيرا قبل أن أخط لكم هذه الكلمات ، أمسكت القلم و ترددت متسائلا ، ما الجدوى من ذلك ؟ لكن صوتا بداخلي يستحثني أن أفعل ، ولا أشك أنكم تعرفون أنه لا محالة صوت الوطن ، نعم إنه هو.. يستحثني أن اقول شيئا ، أن أتكلم و أصرخ ملء شدقي لعل أنينه يصل إلى كل الشعاب و الجبال ، وكل الآذان ... وها أنا الآن أخط الدموع التي تعتصر قلبي ، نعم أخطها وفي حلقي بحار من الملح و الفجيعة ، أخطها و في القلب غصة و أخاديد و ندوب غائرة عميقة .. أخطها ليس لأن انتقص من قدركم ، فمهما يكن ، فأنثم مني و أنا منكم .. كل ما في الأمر إخوتي أنني تساءلت كثيرا و باسى شديد ، ألهذه الدرجة أضحى الوطن يتيما ، أ لهذه الدرجة
استرخصنا كرامتنا مقابل قروش لا تسمن و لا تغني من جوع اصلا ،
أ لهذه الدرجة أصبح مستقبل الأجيال من أبنائنا و حفدتنا لا يساوي شيئا أمام زحف الأعاصير التي ترجرجنا في الغدو و الآصال ..
نعم إخواني قد تبدو كلماتي قاسية عليكم ، لكن كونوا على ثقة أنها من غيرتي على نبلكم و كرمكم وشهامتكم أخطها ، فما زال قلبي ينبض حبا لكم جميعا ، وما زال يطمئنني أن هناك في أعماقكم و في سريرتكم يقبع شيء إسمه ضميرنا الجمعي الذي نتقاسمه جميعا ، و الذي لا شك تشكل و نحن نقرأ صفحات تاريخ هذا الشعب الذي قدم الكثير من أجل عزة الوطن ، أنا على يقين و ثقة كبيرين أن هذا الضمير ما زال يشتغل فيكم ، وما زال يسائلكم و يذكركم ببطولات موحا أوحمو الزياني ، وسعيد بونعيلات وعبد الكريم الخطابي وكل شهداء سنوات الرصاص الذين استرخصوا دماهم الزكية من أجل عزتكم أنتم و من أجل عزتنا نحن ..
نعم ما زلت على ثقة أن هذا الضمير الجمعي سيسائلكم و يذكركم بالضحايا الذي اعتقلوا جميعا سنة 79 من أجل أن تكون لنا هيبة و شرف و كرامة ، وسيعود بكم لا محالة إلى انتفاضة 81 بالبيضاء التي قادتها الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل و معها كل القوى التقدمية الحرة المؤمنة بغد أفضل كما سيذكرنا و إياكم بالإضراب العام ل 14 دجنبر 1990 الذي كان أفقا تحققت لنا بموجبه ولعموم الشعب مجموعة من المكاسب الإجتماعية و الحقوقية و الديموقراطية ...
نعم إخواني ، إن هذا الضمير الذي يخزني لا شك سيخزكم ، وهذا شرف لنا جميعا ، فليس من السهل أن يختارك الوطن و ينتدبك للمهام التاريخية في اللحظات المفصلية من تاريخ شعبنا ..
أن يختارك الوطن وحدك- أيها المعلم أيتها المعلمة ، أيها الأستاذ أيتها الأستاذة - لتقوم بهذه المهمة النبيلة فذلك لأنه يعلم جيدا أن لا أحد يسمع أنينه غيركم جميعا ، فلماذا التقاعس و الهروب من المهام الوطنية تحت ذرائع لا تقنع حتى الصغار فكيف بالكبار ، فهبوا جميعا لنصرة قضايا مدرستنا و شبابنا و أبنائنا ، ففي ذلك نصرة للوطن و لكل الأجيال ، فهل ترضون أن يأتي الوطن ليقض مضاجعكم في الليل و يسائلكم ، ماذا قدمتم ؟
لن أقول أكثر من هذا ، و أنا على ثقة أن الوطن تملل و ابتسم و انتفض فيكم ، ولن تتقاعسوا في القادم من الأيام لنصرته ....
النضال فيكم وحدكم قد تجلى و الوطن فيكم و حدكم قد تجلى .
اللهم اكتب لنا الشهادة من أجل الوطن ..
أرجو أن تتقبلوا هذا الوضوح العذب الزلال و السلام عليم و رحمة الله ، و لا تنسو أن لنا جميعا مواعيد مع الوطن فلا تتأخروا ....
ليست هناك تعليقات: