أكتوبر 13, 2019
حكايات
نص حكاية عمل إنساني 2019 2020
الوحدة : 4 الأسبوع : 5
مجال المهن و الحرف
الحكاية التقويمية : عمل إنساني
تجوب الممرضة ياسمين أرجاء المستشفى ذهابا و إيابا كالنحلة في نشاطها تعطي المرضى من رحيقها، و هي أشبه بالأم في حنانها و تفقدها لأطفالها. لم تتوان ياسمين في تلبية نداء مريض ناداها بالجرس المتواجد بجواره. و لم تتأخر في مساعدة عجوز للذهاب إلى الحمام أو مؤانسة مريض جافاه النوم، أو اشتد المرض عليه ليلا. هكذا هي الممرضة ياسمين، لا تتأخر عن خدمة المريض، كان داخل المستشفى أو خارجة.
في أحد الأيام كانت ياسمين تتجول مع صديقتها لمياء في الشارع، فسمعتا صراخ استغاثة.
" أنقذوا أبي إنه يموت!" أفلتت ياسمين من قبضة صديقتها و أسرعت لإنقاذ عجوز مغشي عليه، إلا أن صديقتها أعادتها بقوة قائلة لها : " إن سيارة الإسعاف ستأتي، و لا داعي لإفساد وقتنا و نزهتنا. و إن أصررت على إفساد جولتنا، فاعتبري أن صداقتنا انتهت!"
نظرت ياسمين لصديقتها بعتاب، و لم تكن ترى في تلك اللحظة إلا رجلا سيموت، و أنها قادرة على إنقاذه، فتنصلت من صديقتها و أجرت الإسعافات الأولية للعجوز.
بحثت ياسمين عن صديقتها فلم تعثر لها على أثر، و لم تعد تتصل بها، و بعد عدة أشهر، فوجئت ياسمين بصديقتها لمياء تعيد الاتصال بها لتخبرها بأنها ندمت على موقفها و تصرفها. سالتها ياسمين: " لماذا تندمين الآن على موقفك و تصرفك؟" ردت و هي تبكي: " كنت أسير مع أبي، فوقع فجأة في غيبوبة ثم مات، و لم يكن بجانبي أحد كي ينقذه، فأدركت أن عمل الممرضة علم إنساني يسبق الصداقة."
زهراء عبد المحسن العلي" يوميات ممرضة" بتصرف موقع الجزيرة كوم
ليست هناك تعليقات: