ديسمبر 22, 2019
نصوص سماعية الواحة الرابع
النص السماعي (الموسيقى الهادئة) مكتوب
النص السماعي الموسيقى الهادئة مكتوب
كتاب التلميذ: الواحة في اللغة العربية المستوى الرابع المنهاج الجديد
الموسيقى الهادئة
نظر الطفل إلى وجه جدته الوديعة، فابتسمت ابتسامة رقيقة، ثم همست في آذنه:
- لماذا تنظر إلي هكذا؟!
سألها متعجبا: - لماذا تستمعين دائما إلى الموسيقى الأندلسية؟!
فكرت قليلا، ثم أجابته:
- منذ شهور طويلة، و أنا أود أن تسألني هذا السؤال، لأنك أصبحت (عصبيا) تصيح بأعلى صوتك، و تنهر أختك.
إن الموسيقى الأندلسية هادئة، تريحني كثيرا و تساعدني على النوم العميق، و تملأ نفسي بالطمأنينة. إذ قرأت كتب التاريخ المغربين الحافل بالبطولة و الشجاعة و العلم و الثقافة، فستجد أن علماءنا الأفذاذ، كانوا يُعالجون مرضاهم بالموسيقى الأندلسية، و منهم العالم الكبير الحسن بن محمد الوزان الفاسي، الشهير ب ( جان ليون الإفريقي) الذي خطفه الإيطاليون، و طلبوا منه تأليف كتب في الطب النفسي و الجغرافية، كي يعود إلى وطنه المغرب، و مدينته فاس، و لأهله و أصدقائه.
إن الموسيقى الهادئة يا ولدي تهدئ الأعصاب، و تزيل التوتر الذي يصيبنا بين الفينة و الأخرى، و تبعث فينا النشاط و الحيوية، و الرغبة في الابتكار و الإبداع. كما ينبغي ألا تنسى أنك إذا كنت هادئا، فإن جهازك الهضمي لا يصيبه مغص ا, ضرر. و لهذا تجدني أستمع إلى الموسيقى الأندلسية بعد وجبة الغذاء، لأنها تريح أعصابي، و تساعدني على القيلولة.
قاطعها الطفل كأنه تذكر شيئا:
- لقد قال لنا المعلم إن الموسيقى الهادئة تطيل حياتنا. و ها أنت في التسعين من العمر، مازلت شابة نشيطة، تداعبينني و تمتعينني بالقصص الشائقة من حين لآخر!!
العربي بن جلون دار الثقافة 2005 ص: 16-18 (بتصرف)
ليست هناك تعليقات: