أغسطس 05, 2015
الرأي
......جزء من حكاية شعب الله المبتلى.....
مع كل بداية موسم دراسي، يتعين على مربيات ومربي الأجيال أن يوقعوا محضر الدخول أو ما يسمى ب " البيفي PV "، وهناك من يقوم بهذه العملية في أي مكان ولو " فشي رحبة د لبهايم فالسوق غير مايشوفوهم صحاب الحال. مهم يقضيو ناس غرض ف 5 دقايق ويمشيو فحالهوم" وهناك من ابتلاه الله ببعض من خلقه ممن يسمون رؤساء العمل، فيفرضون عليه الحضور إلى مقر العمل ولوكان في جبال " طورابورا" دون الاكثرات لحال من يتقيأ أومن هي حامل أو...أو.... ليس لتنفيذ مقتضيات القانون وإنما للاستمتاع برؤيته يعاني وهو يصل إلى عين المكان منهكا فلا يكاد يميز بين الخرفان والكلاب. ولما كان الأمر كذلك، فقد تحملنا عناء السفر إلى عالمنا هناك حيث انطلقت رحلتنا من سوق "مجاط" صحبة مجموعة من شعب الله المبتلى عبر حافلة يقودها شاب لا يميز " لفيتاس من فران أمان " فكنت في كل مرة أردد الشهادتين وأنا أشاهد الحافلة تزحف في المنعرجات وكأنها أشبه بثعبان " بوسكا " في رمال الصحراء.
وصلنا مقر المركزية حوالي الثانية بعد الزوال بعد أن اسيقظ غالبية الشعب من نوم عميق جراء طول المسافة وحرارة الصيف المفرطة، أما صاحبكم فلا يغمض له جفن أثتاء السفر في المنخفضات أما في المرتفعات فليس في الأمر خلاف. وجدنا رئيس المؤسسة بانتظارنا الذي وصل للتو عبر سيارته الخاصة رفقة من معه ليعقد اجتماع خصص للتوقيع على محضر الدخول وإسناد المستويات، استغل معه السيد الرئيس الفرصة للخوض في أمور شتى ومن ضمنها ملفنا القديم – الجديد أنا وزميلي حيث رحب بنا ترحيبا خاصا بعد العودة من تكليف خارج الديار " مرحبا بناس ليهاجرونا وعاود رجعو " ولم يخف رغبته في بقائنا بالمؤسسة فكان كل مرة يسألني " ياك هاد العام غادي تكلسو معانا، راه توما عندكوم الباصبور غي مبغيتوش تبقاو لعام للي فات ".... يقصد كوننا نتقن الأمازيغية مما يسهل عملية التواصول والاندماج في المحيط....".
انتهى الاجتماع في جو من الودية المفبركة، طاولات فارغات من فوقها إلا من بعض الغبار العالق عليها أو من بعض قنينات الماء الّتي أحضرها الشعب تحسبا لأي طارئ، ودون أن تلتقط عدساتنا أحدا من أهل الدوار يسأل عن ما بداخل المؤسسة،فبالأحرى أن يزود الحاضرين بكسرة خبز تنسيهم عناء السفر. " إوا مابقا مايتكال ".
انصرف الجميع بعد ذلك ولم يبق بعد إلا عبد ربه رفقة زميله القديم واثنان من الجدد عصف بهم زلزال الحسيمة إلى شيشاوة. ونحن في حيرة من أمرنا بعد أن ساورنا الشك في أمر الحافلة التي ستعيدنا إلى حيث انطلقنا هل ستعود أم سنضطر لقضاء الليلة في رحاب البرغوث حيث كانت لنا معه ذكريات في نفس الفترة من السنة الماضية هناك.
اخترنا المشي على الأقدام إلى أقرب نقطة علنا نجد فيها من يقلنا وأمعاؤنا تصدر أصواتا أشبه بصفارة الإنذار في تل أبيب، ومن لطف لله أن بعضا من الفواكه " تفاح رمان برتقال 2.2 من لحاجة بلحساب " كانت مخبأة في حقيبة الزميل "علي " منذ البارحة أنقذت الموقف رغم قلتها فقد تقاسمناها نحن الأربعة في جو من المرح والهزل.
وها هي " الكات كات " التي عادت للتو وعبرها نخبة من الشعب عادوا بدورهم من جحيم آخر لايقل عذابا من جحيمنا لننتهز الفرصة ونتقاسم معهم المقاعد ولو كانت في الأعلى " sur porte-bagage " " مهم غير نخرجو من تما " ولو على حساب أرواحنا. ولم تكن الفرصة لتذهب سدى دون أن نتعرف على الجدد منهم والذين حكوا لنا كما حكينا لهم جزءا من السيرة.
..... وتستمر حكاية شعب الله المبتلى......
Salah Agnegou
ليست هناك تعليقات: