أكتوبر 03, 2019
حكايات
نص حكاية غرفة جدتي 2019 2020
لا نعرف ما بداخلها.
رجوت جدي مرات عديدة أن يسمح لي بدخولها، لكنه رفض.
و في أحد الأيام، فاجأني يقوله:
سأعطيك مفتاح الغرفة عندما تكبر...
فأجبته على الفور:
لكني كبير...بعد شهر واحد سيصبح عمري عشر سنين.
ضحك جدي، ثم قال:
لا بأس...لا بأس..بعد شهر إذن.
ذهبت إلى بيتنا و أنا أحلم بتلك الغرفة، و صرت أفكر في محتوياتها، أهي تضم لعبا قديمة؟ أم كنزا ثمينا؟ أم مصباحا سحريا؟ صرت أعد الأيام..يوما بعد يوم..بقي أسبوعان..أسبوع..يومان..
و في صباح عيد ميلادي العاشر، استيقظت مبكرا جدا، و ذهبت مسرعا إلى بيت جدي المجاور لبيتنا..وما إن فتح جدي الباب حتى قلت له:
ها قد أصبح عمري عشر سنين..
ضحك جدي و قال بكلمات متقطعة و هو يبتسم:
أنت طفل عنيد..ألا تعرف الصبر؟ خذ المفتاح و اكتشف ما بداخل الغرفة.
سرت باتجاه الغرفة، و سمعت دقات قلبي من شدتها. فتحت الباب بهدوء، و دخلت الغرفة بخطى بطيئة.
فإذا بأصوات غريبة تنبعث من الرفوف، أشعرتني بخوف شديد فأغلقت عيني بسرعة.
بعد وقت قليل، سمعت صوتا و قورا يقول:
منذ زمن لم نعد نرى أحدا من الناس. ليت هذا الصبي يعرفنا على أناس جدد. فتحت عيني فرأيت مجموعة من الكتب مختلفة الأحجام و الألوان و مرتبة ترتيبا يشوق القارئ على قراءتها.
بقيت ساعات أتنقل من كتاب إلى كتاب..حتى أنهكني التعب..
خرجت لأستأذن جدي بنقل هذه الكتب إلى مكتبة عامة لينتفع بها جميع الناس...فرحب جدي بالفكرة.
طارق البكري، براعم الإيمان، العدد 352، رمضان 1426 ه - أكتوبر/ نونبر 2005م، ص 9 (بتصرف).
ليست هناك تعليقات: