أكتوبر 02, 2019
حكايات
المفيد في اللغة العربية المستوى الثالث من التعليم الابتدائي
النص السماعي الأول
أخيرا سبحت!
كان الفصل صيفا، و الجو حارا، جاءني صديقي عمر و قال " تعال بنا يا إبراهيم لنستحم في المسبح العمومي." قلت : "لا اعرف السباحة، دعني و اذهب وحدك، فقد مللت أن أكتفي بتدلية ساقي في الماء، أو أن أتفرج على السباحين." لكنه ألح علي، ووعدني بأن يعلمني السباحة في لمح البصر. لما وقفنا على حافة المسبح، قال لي : " عليك أن تستلقي على ظهرك و كأنك فوق سرير، و أ، تمد ذراعيك إلى اليمين و المشال، تعال جرب !"
حاولت مرارا أن أستلقي فوق الماء فلم أفلح، و كان رأس في كل محاولة يهبط، فيمسك صديقي برجلي، و يخرجني كالمخنوق. جربت أن أبدأ برأسي، نزلت برجلي، فلم أكد أحاول السباحة حتى لمستا قاع المسبح، ثم ارتفعتا لا أدري أين، فقد انشغلت بما دخل في أنفي و حلقي و أذني.
أخيرا لم يبق إلا أن ألقي بجسمي على الماء ففعلت، و إذا بي أخبط الماء بيدي و رجلي، و أصعد و أهوي. فجأة! أحسست بجسدي ينساب و لم يعد يهوي في الماء، فصاح صديقي: " أخيرا سبحت ! أخيرا سبحت ! " قلت : " بفضلك سبحت يا عمر!”
إبراهيم عبد القادر المازني
عن " المطالعة العربية"
ج. 3 بتصرف
ليست هناك تعليقات: